الحدود الصحية (Healthy Boundaries) في التعامل مع رجال الدين: هي مسافات أمان بينك وبينهم تحميك أنت أولاً.....اكتشف أهمية الحدود الصحية (Healthy Boundaries) في التعامل مع رجال الدين. كيف تحمي نفسك من الإنهاك العاطفي (Emotional Burnout) والعلاقات السامة (Toxic Relationships)، وتحافظ على التوازن (Balance) والسلام النفسي (Inner Peace).

عندما ننظر إلى رجال الدين من بعيد، قد ننخدع بالمظاهر الخارجية (Outer Appearance) والرمزية الكهنوتية، فنرى فيهم صورة قداسة أو حكمة مطلقة. وهنا يعمل العقل على ملء الفراغ بما هو إيجابي، فيظهر ما يُعرف في علم النفس بـ تأثير الهالة (Halo Effect)، حيث تُلقي صفة واحدة – مثل الكهنوت أو الوعظ أو اللباقة – بظلالها على كامل الصورة، فنظن أن رجل الدين كامل في كل جوانبه. هذا ما يسمى بـ التصور المثالي (Idealization).
لكن مع القرب والاحتكاك المباشر، تنكشف الطبيعة البشرية بكل ضعفها وحدودها، ويبدأ جزء من تلك الصورة المثالية في الانهيار. وهنا يبرز الدور الحاسم لـ الحدود الصحية (Healthy Boundaries)، أي أن يضع الإنسان مسافة نفسية واجتماعية واضحة بينه وبين رجل الدين. هذه المسافة لا تعني الانعزال أو رفض رجال الدين، بل تعني التوازن (Balance) بين احترام الدور الكهنوتي وحماية السلام النفسي (Inner Peace).
وعندما يغيب الاهتمام بهذه الحدود – تحديدًا في علاقتنا برجال الدين (والمقصود هنا: رجال الدين كوظيفة وليس رجال الله الحقيقيين، فبينهما مسافات شاسعة) – تتحول العلاقة من مصدر دعم روحي إلى عبء نفسي واجتماعي. إذ قد يجد الفرد نفسه مستنزفًا في تلبية توقعات رجل الدين أو خاضعًا لسلطته بشكل يفقده استقلاليته، فيتعرض لـ الإنهاك العاطفي (Emotional Burnout). ومع غياب الحدود، تزداد العثرات بشكل يدعو لليقظة والانتباه، تزداد فرص الوقوع في علاقات سامة (Toxic Relationships)، حيث يُستغل الارتباط العاطفي أو الروحي لغياب الحواجز الصحية المسئولة عن الحماية وتوفير مسافات آمنة. والنتيجة الطبيعية هي ارتفاع مستويات القلق والضغط النفسي (Anxiety & Stress)، وتآكل السلام الداخلي (Inner Peace).
