حول كيفية إحتمال فقدان الكنيسة جوهر رسالتها عندما تتحول إلى مؤسسة دينية تقليدية، وتأثير ذلك على الحضور الإلهي، التعليم، الخدمة، والنفوس البشرية.

1. من الجسد الحي إلى البنية الجامدة

الكنيسة ليست مؤسسة عادية؛ هي جسد المسيح، ومركز الحياة التعبدية الحقيقية، ومكان التقاء الأرض بالسماء. ولكن حين تتحول بنيتها إلى نسخة من المؤسسات البشرية، فإنها تفقد تدريجيًا جوهرها الحي. ما يبدأ كتعديل إداري بريء قد ينتهي إلى انحراف عميق في الهوية والرسالة.

church-identity-crisis

2. تلاشي الحضور الإلهي

أول ما يتأثر هو الحضور الإلهي الذي يعطي للحياة الكنسية معناها. عندما تسيطر البيروقراطية على الروح، يتراجع الإحساس العميق بالقرب الإلهي، وتبهت قوة الأسرار، وتتحول الليتورجيا إلى أداء شكلي بلا حرارة ولا تجاوب داخلي.

3. جمود التعليم وتحوله إلى خطاب معلوماتي

التعليم الكنسي صُمم ليكون كلمة حيّة تغير القلوب، لكن حين يصبح مجرد دروس نظرية أو معلومات محفوظة، يفقد قدرته على إحداث التحول الروحي، ويتحول الإيمان إلى ثقافة عامة بدل أن يكون علاقة حية مع الله.

4. الخدمة كإدارة بلا حياة

الخدمة في أصلها دعوة نابعة من المحبة، لكنها حين تُختزل إلى مهام وجداول وتقارير، تتحول إلى نشاط إداري منظم لكنه فاقد للروح، فينصرف الخدام إلى إنجاز المهام بدل رعاية النفوس.

5. فقدان الهوية الرسالية

حين تُقاس الإنجازات الكنسية بالمؤشرات العددية والميزانيات بدل أن تُقاس بعمق التغيير في النفوس، تتسلل معايير العالم إلى الداخل. بمرور الوقت، تنسى الكنيسة أنها ليست شركة أو منظمة، بل هي امتداد لرسالة المسيح في العالم.

6. ضعف التأثير على النفوس

النفوس التي تحتاج إلى الشفاء والقيادة الروحية تجد نفسها أمام نظام مشغول بإدارة ذاته أكثر من خدمة أبنائه. فيبدأ الأفراد بالبحث عن الغذاء الروحي في أماكن أخرى، وربما يقعون في تعاليم أو طرق بعيدة عن الحق.

7. الانقسامات وردود الفعل المتطرفة

حين يبرد الجو الروحي وتغيب القدوة النبوية، يزداد التململ، وتظهر جماعات أو أفراد ناقمون يهاجمون النظام بطرق جارحة — من التشهير إلى الازدراء — حتى لو كان سلوكهم مرفوضًا، إلا أن المناخ الجامد يوفر لهم بيئة خصبة لتأجيج الصراع.

8. استبدال الهدف بالوسيلة

أخطر ما قد يحدث هو أن تصبح المؤسسة غاية في ذاتها. تُدار الاجتماعات والأنشطة فقط للحفاظ على النظام، وليس لخدمة الدعوة الإلهية، فتُختزل الكنيسة في بناية أو هيكل إداري بلا قلب نابض.

9. التآكل البطيء للمصداقية والشهادة

مع استمرار هذه الحالة، يبدأ العالم الخارجي في رؤية الكنيسة كواحدة من مؤسسات كثيرة، تفقد تميزها كشهادة حية للملكوت، وتضعف قدرتها على التأثير في المجتمع أو جذب النفوس.

10. لا يوجد حل الا المصارحة في العودة إلى الجذور

الكنيسة وُجدت لتكون أيقونة للملكوت، لا نسخة محسنة من البيروقراطية. الحفاظ على جوهرها يعني حماية رسالتها، وضمان أن يبقى حضور الله الحي في مركز كل ما تفعله

read-more